في المحبة الحق لا وجود “لأنا

“في المحبة الحق لا وجود “لأنا” تريد، لأن المُحب إذا أراد تعارضت إرادة “أناه” مع انجذابية الحب الى المحبوب. انجذابك ” للأنا” يقودك اليها، يتحول حبك من انجذاب الى اجتذاب تستعبدك أنائيتك، تصادر إرادتك. انجذابك للحق يقودك اليه، تتماهى إرادتك بإرادته، تذوب أنائيتك في هويته. محبتك له تأخذ بمجامع إرادتك، تطهّرك من أنائيتك، تقيمك في حقيقيتك. قيامك في حقيقيتك هو حريتك. أما إذا أردت فاخترت فأنت عبدٌ لما تختار. حرّية الشمس تتحقق بقيامها بحقيقتها. فهي لا تنير لأنها اختارت الإنارة على الظلام، بل لأن حقيقتها هي أن تنير. ذلك هو الحب الحق، الّا يجعل المرء “أناه” تعارض حقيقته. لا تستطيع أن تحب حقيقتك وتحب أنائيتك معاً. فإذا أحببت حقيقتك أدركت حقيقتك، وإذا أحببت أنائيتك أدركت أنائيتك وغرقت في الكثرة وارتميت في الباطل وتماهيت بالمخالفة وصرت الى التضاد ونأيت عن المحبة وتقاذفتك الفوضى وانتهيت الى العدم.”
منقول عن د.سامي مكارم

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *