![](http://sidq.net/wp-content/uploads/2015/10/12764_103331889834985_504733461_n-765x510.jpg)
من أجمل الكلمات التي يستعملها المجتمع الريفي هي كلمة ” الرزق ” للدلالة على ملكية الأرض ويكثر استعمالها ” الرِزقات ” ويدلع بها الأولاد ” يارِزقاتي” وعندما تسمع أحدهم يتحدث عن الرزق أو الرِزقات فالكل يفهم بأنه يتحدث عن الأرض.
قيل ” كل ما تسير تحته الريح رزقٌ معرض للزوال !! ولكن الثابت الذي لا تمر من تحته الريح وهو الأرض فهو الرزق الذي لا يزول أبدا …الأرض التي تملكها هي الرزق الثابت الذي لا يعتريه الزوال !!” وإذا ما فكرنا قليلأ نجد أن ما نملكه من أي شيئ ويمكن للهواء أن يمر تحته لا يبقى أبد الدهر!! … لا معنا ولا مع أي إنسان … ” وإذا فأنت في أمان إن شاء الله إذا حافظت على الأرض ” التي اشتريتها أو ورثتها !!
إذا كنت صاحب مصنع فالآلات تستهلك ولا تبقى ولكن أرض المصنع ثابتة لا تزول !! وكل المنقولات والأموال السائلة والعقارات معرضة للزوال مع الزمن بسبب التقادم أو الاستهلاك أو الحوادث لا قدر الله ..في لحظة يفقد الإنسان سيارته وربما حياته معها وفي لحظة أيضا تتوقف الأجهزةعن العمل ويصبح إصلاحها مستحيلا أو مكلفا …فقط الأرض التي هي “أمُّنا الحنون التي تلد الزرع وتخرج الفاكهة وتنتج الحب والبقل …ومنها يخرج الخبز والوقود والبترول والمعادن من الخزائن التي لا تنفد ولا تتوقف عن العطاء طيلة الدهر ومنذ بدء الخليقة لم تتوقف عن تجهيز الغذاء للبشر والطير والحيوان وكل المخلوقات ….منها يخرج الماء سحابا ويعود أمطارا ويجري أنهارا ويخزن في بحار فلا يصيبها الأسن ولا يفعل بها العًفن و تحمل السفن بين القارات حاملة خيرات الله …
” فإذا أكرمك الله بقطعة أرض تبنيها أوتسكنها أو تزرعها فلا تفرط فيها أبدا وتذكر أنك تملكها من سطحها إلى مركز الكرة الأرضية!!! “
في المبادئ الاقتصادية ثمن البيع هو قيمة استبدالية لما تبيعه، فما هي في رأيك القيمة الإستبدالية للأرض التي تملكها؟ ليس هناك معادلة في علم الحساب تستطيع أن تعطي قيمة استبدالية حقيقية للأرض فالأموال تتناقص قيمتها مع الأيام ( وهذا مذهب إقتصادي معروف) مهما ظننت أن المبلغ المدفوع لشراء أرضك مرتفعا ومغريا. فأنت تستبدل المَعين المنتج الذي لا ينضب والذي تتزايد قيمته المادية مع الزمن بالأموال التي تذوب وتخسر.
وللأرض قيمة اقتصادية تحترمها المؤسسات المالية لتسهيل الإقراض واحتساب ملاءة المالك المالية.
سمعت أن في بعض البلدان يشتري الناس أراضٍ ليجعلوها مدفناً لهم ولعائلاتهم من بعدهم وكأن الدفن بعد الموت لا يبدو ممكنا ومقبولا من غير ملكية أرض تستقبل هذا الجسد الذي لم يدرك قيمة الأرض
لا تبع أرضك يا عزيزي..فهي الرزق المرادف لكلمة وطن وبقاء وإستمرار، وقديماً قالوا أرضك عرضك فهل هناك ثمن مقبول للأرض.
الأقواس المزدوجة تشير الى اقتباس من مدونة السيد سامي عسكر في إيلاف وكذلك العنوان